احتضنت قرية المفتاحة التشكيلية أخيراً المعرض التشكيلي السعودي والذي أقيم ضمن الأسبوع الثقافي بملتقى أبها؛ شارك فيه 39 تشكيلياً من مختلف مناطق المملكة عرضوا أكثر من 49 عملاً تختلف في اتجاهاتها وأساليبها وتقنياتها،إلى جانب مجموعة مختارة من رسوم الأطفال. وإن كنا قد شاهدنا أغلب هذه الأعمال في معارض متفرقة إلا أنها تعد من الأعمال المتميزة والقادرة على تمثيل الفن السعودي خير تمثيل.
بداية نقف عند "الفن المجسم" الذي مثله كل من: كمال المعلم، علي الطخيس، نبيل نجدي؛ وكون المعلم يمتاز بتجسيد الخيل في أغلب إبداعاته نتيجة تعلقه بها عندما كان يدرس الفن التشكيلي في إيطاليا،فقد شارك بعمل أطلق عليه "ظمأ" عبارة عن رأس خيل، استخدم في تنفيذه خامة السيراميك، وجعله يستند على قاعدة خشبية، وحضر علي الطخيس الذي تميز بالنحت على الحجر فجاء عمله "تكوين" ليؤكد على تميزه في التشكيل بالحجر الذي جمع فيه بين الكتلة والفراغ، والفاتح والقاتم، والمصقول والخشن، أما نبيل نجدي فشارك بعمل تؤطره الإيقاعات المتنوعة، والكتل البارزة والغائرة.
مثل "التشكيل" صديق واصل الذي تميز في تشكيل الحديد وإخضاعه إلى أفكاره وتجاربه ورؤاه، أما علي مرزوق فقد استخدم في عمله "الخوف من الإرهاب " خامة الحديد إلى جانب خامة النحاس.
"التعبير باللون": مثله كل من: الدكتور صالح خطاب، بدرية الناصر، عبده عريشي، ناصر الموسى، يوسف جاها، توفيق الحميد، منصور المطيري، صديق كشاف، عواطف المالكي، عبد الله النواوي، سعيد قمحاوي، إبراهيم النغيثر، وفاء بهاي، محمد الرباط، ففي "المصير" لخطاب نشاهد ثلاثة شخوص مكفنة يحيط بها حبال صفراء وينطلق من رؤوسها قطرات تتجه نحو اليسار في دلالة رمزية على "المصير/الموت". ومن مجموعته التي تجسد الطبيعة نطالع عملاً لجاها تغلفه العفوية والمباشرة في التنفيذ وفق منظومة لونية متجانسة ومتداخلة، أما الناصر فتؤكد على الألوان الساخنة والتي تجعلها عادة في مركز السيادة، وشخوصها الرومنسية المغلفة بطابع الحب والحنان.
هناك من استخدم معاجين متنوعة داخل نصوصه التشكيلية للتأكيد على الملمس والتنوع في الأسطح أمثال: عبد الله الشلتي، فايع الألمعي، مفرح عسيري، محمد سيام، عبد الله شاهر، وتوفيق الحميدي بعمله المتميز.
مجموعة من الأعمال عمد مبدعيها على جعلها في مجموعات متعددة أمثال: زمان جاسم، عبد الناصر العمري، إبراهيم الفصام، حسن مداوي الشهري؛ فقد شارك زمان بـمجموعة من الأعمال عبارة عن 5 أعمال مسندية طولية تحكي قصة "السدو" وما يتعلق به من موتيفات زخرفية شعبية، وهي تمثل مرحلة سابقة لزمان المتجدد دائماً. ومن الأعمال المتميزه ـ على ما أعتقد ـ مجموعة العمري المكونة من 6 أعمال والتي لا ندري هل نصنفها ضمن الأعمال المائية أم إلى أعمال الجرافيك كونه استخدم وسائط عدة نفذها بعفوية وتلقائية وفق إيقاعات مموسقة، ومساحات لونية نلحظ فيها البساطة والشفافية. أما الفصام فجاء عمله الجداري "من الذاكرة" في 3 مساحات متقاربة، دون حواجز تفصلها عن بعضها، في إشارة إلى ترابط الفن الإسلامي وتقارب حلقاته. غير أن الشهري استخدم 4 أعمال مختلفة المقاسات جعلها متراكبة فوق بعضها البعض تحكي ظاهرة "الإرهاب" مستخدماً الكولاج إلى جانب الألوان الزيتية.
ومن التجارب الجادة في لوحات الحامل أعمال استخدم في تنفيذها مواد مختلفة كـ: أعمال عبد الله المرزوق التجريدية والذي قدم عملاً من مجموعته المعروفة بـ "قوس قزح الصحراء" استخدم في تنفيذه ألوان الأكريلك، إلى جانب بقايا أجهزة ترانسستور، وأسلاك، ومواد كرتونية متنوعة وفق إيقاعات موسيقية متنوعة، وألوان متناسقة. بينما استعمل محمد الغامدي في تنفيذ عمله إلى جانب الخشب الخيش وشرائح معدنية.
الرسم مثله: محمد السديري بعمل وحيد أسماه "من مرسمي" ركز من خلاله على الظل والنور والمنظور، ومنصور الشريف عن عمله "صمت"، بينما استعمل سعيد سعيّد الشهراني الطبشور الملون في عمله "دون عنوان".
أشغال المعادن مثلها: ابتهاج إدريس بعملها "حرية طائر" الذي يذكرنا بأعمال الألماني "فيشر" من خلال تعبيره عن الحركة والتحول، فقد صورت الانطلاق والالتفاف والرجوع لطائرها جعلتنا نحلق معه في كل الاتجاهات. أما فايز الحارثي فقد استخدم خامة النحاس والطرق عليه للتأكيد على مجموعة من الرموز التي تعبر عن الإنسان في تفكيره وإبداعاته وحلمه.
الجرافيك حضر من خلال عمل وحيد لسامي البار، بينما مثل ناصر الميمون أعمال الخط العربي.
التصوير الضوئي كان له الحضور أيضاً من خلال أعمال كل من: أحمد الدهلوي، سعود محجوب، سلطان منديلي الذي تميز في طرحه.
العنوان : 
ضوابط المشاركة
رد مع اقتباس
Bookmarks